ادسنس

هل فات زمن الإصلاح الاقتصادي بمصر ؟

هل فات زمن الإصلاح الاقتصادي بمصر ؟
هل فات زمن الإصلاح الاقتصادي بمصر ؟
هل فات زمن الإصلاح الاقتصادي بمصر ؟

بقلم : رائف محمد الويشى

يخبرنا الأطباء المتخصصون في مرض السرطان – وقي الله كل الناس منه - أن هناك عدة أنواع من السرطان الذي يهاجم أجسادنا ، وقد تجمعت في ثلاث مجموعات متقاربة ، وذلك علي الشكل التالي :
* المجموعة الأولي : وتضم سرطان المثانة والكبد واللوكيميا والرئة والقولون ..
* المجموعة الثانية : وتضم سرطان الثدي وأبياض الدم ..
* المجموعة الثالثة : وتضم سرطان الدماغ والأعصاب ..

كما يخبرنا الأطباء المتخصصون أيضا أن مراحل نمو السرطان في هذه المجموعات الثلاث تتكون من أربع مراحل ، لنأخذ سرطان الرئة مثالا لكونه الأكثر شيوعا بين الناس بسبب انتشار التدخين ، سنري تطور المراحل الأربع فيه علي النحو التالي :

المرحلة الغامضة : وفي هذه المرحلة لا يمكن رؤية المرض بالتصوير أو المناظير ، لكن يتم العثور عليه مختفيا في ثنايا المخاط الخارج من فم المريض عند سعاله ، ويمكن للتحليل المعملي البسيط أن يرصد ذلك ..

المرحلة الصفر : في هذه المرحلة يصبح فيها المرض متواجدا بصورة واقعية ، كخلايا غير طبيعية في الشعب الهوائية للمريض ، لكن ربما يمر عليها التصوير مرورا عابرا لو كان لشيء آخر ، وذلك لكون هذه الخلايا الغير طبيعية تتواري بخبث شديد ، لكن الفني العادي لو خصص رصده وعمله لهذه الخلايا الغير طبيعية فيمكن التعرف عليها بسهولة ..

المرحلة الأولي : يكون فيها المرض قد حجز مكانا له وأصبح واضح المعالم ، في هذه المرحلة يكون حجم الورم لا يزيد عن 3 سم ، ويمكن التغلب عليه بسهولة ..
يتم العلاج في هذه المرحلة بنسبة 90 % من السرطان دون إحداث أي أعراض جانبية علي المريض ، وفي أغلب الأحيان يكون الطبيب في هذه المرحلة من خريجي كلية الطب الحديثين لأنه لا يحتاج إلي خبرات متراكمة علي مدي سنين من عمره ..

المرحلة الثانية : يكون المرض في هذه المرحلة قد زاد حجمه إلي أقل من 5 سم ، لكن الأخطر هو أن المرض يكون قد انتقل إلي القصبة الرئيسية بالرئة وكذلك في الطبقة الأعمق من بطانة الرئة ، في هذه المرحلة ينهار جزء من الرئة بسبب إلتهابه ..

المرحلة الثالثة : يزداد حجم الورم في هذه المرحلة إلي أقل من 7 سم ، لكن الأخطر هو أن المرض قد أصبح – في خطوتين - متواجدا في العقد الليمفاوية علي جانب الصدر حيث يتواجد المركز الرئيسي للورم ، وكذلك في القصبات الهوائية الرئيسية والحجاب الحاجز والعصب المتحكم بالحجاب الحاجز وكذلك في جدار الصدر وبطانة جدار الصدر وبطانية الرئة بعمق أكبر ، وأخيرا الغشاء المتحكم بالقلب ..
أصبح العلاج في هذه المرحلة يتطلب أخصائيين مدربين ، وتقل فرص نجاحه عما سبق من مراحل ، ولاشك أن فاتورة التكلفة ستكون عالية ، والأكثر يقينا أن الجسد سيعاني من بعض الآثار الجانبية من العلاج التي سيتم تناوله ..

المرحلة الرابعة : هي المرحلة الأخيرة لسيطرة المرض علي الجسد بصورة تامة ، لقد أصبح حجمه أكبر من 7 سم ، في هذه المرحلة التي تأخذ ثلاث خطوات انتقالية متتالية يكون المرض قد سيطر فيها علي المريض ، فقد زاد من تواجده في القصبة الرئيسية وجدار الصدر والحجاب الحاجز وعصب الحجاب الحاجز والغشاء المحيط بالقلب ..

لا تتوافر طرق العلاج الفعالة لهذه المرحلة في أغلب دول العالم ، حتي المتقدم منها ، والصحيح هو أن هناك مراكز علاجية محدودة للغاية في فرنسا وأمريكا وألمانيا وإنجلترا يمكن لها أن تتعامل طبيا مع هذه المرحلة ..
لاشك أن تكلفة العلاج ستكون باهظة للغاية ، حتي علي مواطني تلك الدول ، ولا شك أن الآثار الجانبية تتطلب صبرا من المريض وأهله ، والأهم هو أن أمل العلاج سيكون محدودا أيضا ، رغم المجازفة المالية والآثار الجانبية الكبيرتين ..

ننتقل الآن إلي الواقع الذي يفرضه عنوان المقال ، وذلك بطرح بعض الأسئلة التمهيدية لروشتة العلاج :
1- ماذا لو أصر طبيب المرحلة الغامضة علي إهمال المريض بعلاجه بوصفات شعوذة ( بخور وزار ) حتي أوصله إلي المرحلة الصفرية ؟!
2- ماذا لو أصر طبيب المرحلة الغامضة علي عدم السماح للمريض بالعرض علي طبيب المرحلة الصفرية ؟!
3- ماذا لو تفاقم المرض حتي وصل بالمريض إلي المرحلة الأولي ثم الثانية ؟!
4- ماذا لو رفع طبيب المرحلة الغامضة السلاح مهددا المتخصصين الذين يناشدونه بكل المقدسات أن يترك المريض لهم ليعالجونه ؟!
5- ماذا لو انتقل طبيب المرحلة الغامضة من التهديد إلي الفعل ، فأطلق النار علي المتخصصين الأطباء ، فزاد عدد الضحايا في غرفة الإنعاش بين قتيل وجريح وانتقل المرض إلي المرحلة الثالثة ؟!
6- ماذا لو دخل المريض إلي المرحلة الرابعة والأخيرة ، فأدرك طبيب المرحلة الغامضة أنه سيحاسب فقام بحجز جميع من بالمستشفي رهائن وأغلق الأبواب بالمتاريس وصوب مدفعه ناحية شباك الغرفة متوعدا – من ميكروفونه - كل من يقترب من المستشفي بتفجيرها ؟!

- المتخصصون أخبروه أن مشروع حفر التفريعة سيكون وبالا علي مصر ، المريض في هذه الحالة التي بها اقتصاد مصر في عام 2014 لا يريد تفاحا ، بل يكفيه جدا في هذه المرحة العيش والجبن ( المشروعات الصغيرة ) !
المشروعات الصغيرة تقلل من حجم البطالة ، ويصعب التأثير عليها سلبا من خلال أي عمل إرهابي ، وعائدها سيرتد سريعا إلي المواطن ودون بسيط ، ولا تمس الدولار لأنها لا تشعل فيه الشيطنة ، بينما تأثير التفريعة اقتصاديا سيكون محدودا وتحت رحمة أي عمل إرهابي سلبا ، وسيزيد من تدخل الحكومة ، وتأثيرها علي الدولار سيكون مدمرا برفعه لأنها ستسحب كل مدخرات الناس وتجبرنا علي عرض شرفنا في السوق العالمي للبيع !

رغم كل التحذيرات السابقة هو أصر علي أن يركب رأسه !! لأنه يريد أن يحفر اسمه بجانب ديليسبس ، رصيده الخالي من أي إنجاز أعماه فأضحي وأمسي لا يفكر إلا في مجده الشخصي ، وقعت الواقعة وأصبح ما يحذر منه المتخصصون عفريتا ( بل عفاريت ) يطارد المصريين في شرفهم الذي يعرضونه علي العالم رخيصا نظير كسرة خبز، فيشترط عليهم ممارسة الرذيلة أمام الجميع !!

- المتخصصون أخبروه أن ترطيب الأجواء الداخلية سيكون له بالغ الأثر علي الاقتصاد ، فالسياحة وحدها في ظل الوفاق الوطني تجلب 14 مليار دولار سنويا ، فما بالنا لو أضفنا لها حزمة تحفيزات للمستثمرين في ظل هذا الوفاق !

رغم كلام المتخصصين الموزون هو أصر علي التصعيد ، فتضاعف حجم السجون في عهده ، وتكلم العالم عن أهوال المعتقلين في سجون مصر الذين يزيد عددهم عم مائة ألف ، وأصبحنا مسخرة الأمم في أحكام الإعدام بالجملة ، وتحولت وحدات الجيش إلي قوات شرطة وتركت التدريب المتخصص إلي تدريب لا يتوافق مع ما أنفق عليها ، فتعرضت إلي عمليات مهينة علي أيدي عصابات إرهابية ، فزاد إنفاقها وترجع تدريبها !

- المتخصصون أخبروه أن مجنونا فقط هو من ينفق 30 مليار دولار علي حديد تسليح في سنة واحدة لا يناسب الكارثة التي نحن بها ، فيصدأ في المخازن أو يدخل الجراجات ، بينما الأمة منكوبة في المرحلة الرابعة من السرطان !
الأخوة العرب - جزاهم الله خيرا – صدقوه فقدموا من قوت شعوبهم ظنا منهم أن المعاناة سترحل عن شعب مصر ، فخدعهم وذهب بهذا المبلغ ليقوي دعائم حكمه المنهار من خلال سلاح لا نعرف من سيكتوي بناره غير هذا الشعب !

# طبيب الفلاسفة يصرح من شباك غرفة المستشفي – والسلاح في يده - بتعبيرات تثير إشمئزاز كل عاقل !!
# يهدد الصامتين حول المستشفي بأنه قادر وفي ظرف ساعات ست علي الضربة القاضية !!

أما آن له أن يضع سلاحه وميكرفونه جانبا ويستمع لصوت العقل ؟!
آما آن له – ورفاقه - أن يرحموا المريض وأهله ؟!
أما آن له أن يفك الأسري من المتخصصين ؟!
أما آن له أن يوفي بوعده حين قال بأنه لا يخشي المحاكمة ؟!
أما آن له – ولرفاقه – أن يكفوا عن ترديد عبارة " نحن أو الخراب " ؟!

حتي لو أطلقت سراح المحجوزين في المستشفي !
حتي لو رفعت يديك وسلمت نفسك للمحاكمة !
حتي لو تجاوزنا عن قتلاك وجرحاك !
حتي لو عرضنا المريض علي المتخصصين للعلاج من تلك المرحلة الرابعة التي أدخلته فيها !
فإن أمل العلاج سيكون ضئيلا بسبب المبالغة في أساليبك السابقة الذكر !

لكن يبقي الأمل في موت المريض – ومن معه - موتا بلا عنف ولا ضجيج ، أي في هدوء يحترم إنسانيتهم ، وليس بالسلاح الذي تهدد به الجميع !

ليست هناك تعليقات: